الزمالك ينقل أحزان " المذبحة " إلى دار السلام .. ويتعادل مع يانج أفريكانز" بروح أنس" وهدف زكي

محملاً بمشاعر الحزن ، ومرتدياً لقميص طبع عليه صورة أنس أصغر ضحايا مذبحة
بورسعيد التي راح ضحيتها 74 من مشجعي جماهير النادي الأهلي عقب مواجهته
بالمصري منذ أسبوعين .. فتح فريق الزمالك طريقه نحو التأهل للدور 32 بدوري
أبطال إفريقيا عندما تعادل مع يانج أفريكا اليوم السبت على استاد العاصمة
دار السلام ( 1-1) .. تقدم ليانج اللاعب كيزا في الدقيقة 36 ، وتعادل
للزمالك عمرو زكي عند الدقيقة 74 ، لتجول بعده جماهير تنزانيا مدرجات
الملعب إلى صرادق للعزاء قدمت فيه الجماهير عزاءها للزمالك ، معلنة عن
تعاطفها مع الجماهير المصرية من خلال تحيتهم الراقية للفريق والجالية
المصرية قبل مغادرتهم للملعب .

بالرغم من أن التشكيل والطريقة التي بدأ بها الزمالك المباراة كانت توحي
بتوجه هجومي من شأنه تهديد مباشر لمرمى يانج أفريكان ، عندما اختار حسن
شحاتة إسلوب لعب يعتمد على طريقة " 4-1-2-1-2 " من خلال كثافة في وسط
الملعب بقاعدة المثلث إبراهيم صلاح ، وأمامه أليكسيس ماندوما ونور صلاح ..
وعلى الجانب الهجومي هناك رأسي حربة من عبدالرزاق وأحمد جعفر ، ومن تحتهما
إسلام عوض .. إلا أن واقع الأداء جاء مخالفاً للشكل النظري " رغم الانفراد
الصريح الذي أهدره عبدالرزاق بتسديده الكرة بين أحضان الحارس التنزاني"،
حيث استطاع كنيس وجمعة سيف وأسمواه وديفز موابي أن يقودا خط وسط يانج إلى
خطف الاستحواذ على الكرة من الزمالك مبكراً .

مرت النصف ساعة الأولى من المباراة ، قدم فيها الزمالك واحدة من أضعف أداءه
منذ سنوات ، عندما سلم اللاعبين المبادرة والجدية والرغبة في العطاء إلى
لاعبي يانج أفريكانز ، حتى أن أول تسديدة على المرميين جاءت عبر اسلام عوض
عند الدقيقة 34 مرت على يسار قائم الحارس شعبان حسن ، فرد عليه نيراجوا
بتسديدة عشوائية ضلت مرمى عبدالواحد السيد .
في إشارة ممكنة لعدم إجراء لاعبو الزمالك لعملية الإحماء بشكل كافي قبل
اللقاء، خرج إسلام عوض من اللقاء بعد أن أصيب بشد في العضلة الخلفية لرجله
اليمنى ، وشارك بدلاً منه محمد عبدالشافي الذي أجبر أداء الزمالك ليميل
ناحية اليسار التي يجيد فيها عبدالشافي ، مما أحدث فراغاً في قلب الملعب
الذي كان يؤدي فيه اسلام .
عند الدقيقة 36 ، كافأت كرة القدم لاعبي يانج أفريكان على كفاحهم عندما لعب
كيزا كرة " لووب " من فوق عبدالواحد السيد لتسكن الزاوية العليا اليمنى
كهدف التقدم ليانج وسط زهول جهاز الزمالك وجماهير الجالية المصرية بتنزانيا
.
بالرغم من الهدف التنزاني ، إلا أن استفاقة الزمالك تأخرت كثيراً حتى أن
الفريق كاد أن يمنى مرماه بهدفين مباغتين في الدقيقة 37 عندما أنقذ
عبدالواحد هدف أكيد قبل أن تصل الكرة للمهاجم المنفرد أسامواه ، وتكرر
المشهد في الدقيقة 47 عندما تصدى عبدالشافي لتسديدة موابي وهي في طريقها
لمرمى عبدالواحد السيد ، لينتهي الشوط بهدف ليانج ، وسط هدوء وسكون لفريق
الزمالك .
رغم البداية غير الحماسية من لاعبي الزمالك، إلا أن الشكل العام للأداء بدى
عليه الرغبة في العودة للمباراة وترك الأحزان خلف الفريق ، وجاءت البداية
الحقيقة بنزول المهاجم عمرو زكي صاحب الخبرات والإرادة الحديدة بدلاً من
أحمد جعفر ، ليقوم زكي بدور قائد الفريق من خلال التوجيه الصارم للتقدم نحو
ملعب يانج .. ولعل الدقيقة 74 كانت خير دليل على أن كرة القدم تخضع
للإمكانيات الفردية التي يوظفها مدرب الفريق لتحقيق الهدف ، وذلك عندما قضى
زكي على مشاكل عدم وجود صانع ألعاب ، من خلال تحركه الصحيح واستلامه
لتمريرة عبدالشافي لينفرد بالمرمى وأودع الكرة في شباك شعبان محرزاً هدف
التعادل للزمالك .
رغم عودة الفريق التنزاني للاستحواذ في وسط الملعب، إلا أن شحاتة تعامل مع
الدقائق اللقاء بذكاء عندما دفع بحازم إمام في وسط الملعب ، فاستغل قدراته
في التحكم في الكرة والمراوغة ، الأمر الذي أخمد طموح الفريق التنزاني ،
ليمر الفريق الأبيض من لقاء الذهاب بأخف الأضرار ، انتظاراً للقاء الإياب
في القاهرة والعبور إلى دور ال32 للبطولة .