سامي الطرابلسي في حوار لكووورة: يقلقني مصير نسور قرطاج ..ولا أبالي بمستقبلي

السبت أكتوبر 01, 2011 6:04 pm

سامي الطرابلسي

ينتظر
الشارع الرياضي التونسي باهتمام كبير يوم الأحد 8 أكتوبر لمعرفة مصير
الكرة التونسية وبالتحديد قرار تأهل المنتخب التونسي إلى نهائيات كأس
إفريقيا 2012 من عدمه ومع الأسف فإن المنتخب لا يملك مصيره بين يديه وإنما
مرتبط بنتيجة مباراة المنتخب التشادي وضيفه منتخب المالاوي فما هي الأسباب
التي وضعته في موقف لا يحسد عليه؟ .. وعن هذه المسألة وعدة نقاط أخرى
أجابنا المدير الفني للمنتخب سامي الطرابلسي في الحوار التالي:

** الجميع يعتقد بأن مصيرك مرتبط بتأهل المنتخب التونسي إلى نهائيات بطولة أمم إفريقيا؟

--
على الورق نعم ,لأن عقدي مع المنتخب كان عقد أهداف ,والهدف الأول هو
الترشح إلى هذه النهائيات وإذا فشل المنتخب في التأهل, لا قدر الله ,أكون
قد فشلت في تحقيق هذا الهدف لكننا وعلى الرغم من صعوبة المهمة, خاصة وأن
مصيرنا ليس بأيدينا وإنما مرتبط بعثرة منتخب المالاوي في مباراته أمام
منتخب التشاد, إلا أننا سندافع عن حظوظنا إلى آخر لحظة وقد يوفقنا الله في
النهاية 'تلك هي أحكام الكرة وهذا ما جناه البعض على الكرة التونسية.

** وما الذي دفعك إلى قبول مهمة شبه مستحيلة ؟

--
أولا الواجب الوطني ,فمن غير المعقول أن يحتاجك المنتخب وترفض تلبية
الدعوة. لقد وجدت نفسي مجبرا على قبول هذه المسؤولية على الرغم من صعوبتها
وملامستها للمستحيل إيمانا مني بأن الكرة لا تعترف بالمستحيل وبأن المنتخب
قادر على العودة من بعيد ,مسيرتي مع المنتخب كانت إيجابية للغاية حيث لم
نعرف الهزيمة خلال 14 مباراة إلا في مناسبة وحيدة وقد حصدنا العديد من
النقاط ولو فزنا في المالاوي لترشحنا دون انتظار المباراة الأخيرة

** مدرب ينجح في التتويج ببطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين دون معسكر وحقق شبه معجزة يغامر بمشواره ويقبل ملاحقة سراب أليس ذلك بضرب من الجنون؟

-- فعلا
هي مغامرة والمدرب الذي يقبل هذه المهنة عليه أن يتأقلم مع كل الوضعيات
ويقبل مختلف التحديات مهما كان حجمها لقد كان دينا علي أن أخدم الكرة
التونسية في أي موقع تريدني بلادي وهذا ما تعلمته منذ الصغر ولعلمك فقبول
تدريب المنتخب للاعبين المحليين والمشاركة في بطولة أمم إفريقيا كان بدوره
مغامرة حيث لم يتوقع حتى أكبر المتفائلين قدرتنا على العودة بالتاج
الإفريقي ولكننا كذبنا كل التوقعات ونجحنا في تحقيق أول لقب للكرة التونسية
بعد الثورة.أحيانا تجد نفسك في موقف لا يمنحك الكثير من التفكير فتوافق
دون تردد

** نفهم من كلامك أنك ندمت على قرارك وتعتبره متسرعا؟

-- قطعا
لا ... لا أندم على أبدا على أن أكون جنديا في سبيل هذا الوطن, وحتى لو
طلبوا مني الرحيل فسأقبل ذلك مرتاح الضمير ويعلم الجميع أني قدمت نفسي فداء
لوطني. ما يهمني هو مصير المنتخب ونجاحه في التأهل أكثر من تفكيري في
مستقبلي في عالم التدريب

** الصراعات المتتالية بين أعضاء الإتحاد التونسي ألا تؤثر في تركيز اللاعبين؟

-- بدون
شك هذه المشاكل والصراعات بين أعضاء الإتحاد تؤثر بشكل سلبي على تركيز
اللاعبين خاصة قبل لقاء مصيري ينتظرنا أمام توجو ولكم تمنيت أن تتأجل مثل
هذه المشاكل إلى ما بعد مباراتنا القادمة وأن يقدم الجميع مصلحة المنتخب
على مصالحهم الشخصية فاللاعبون يتابعون يوميا مسلسل الخلافات وأخشى أن يؤثر
ذلك على أدائهم يوم 8 أكتوبر القادم

** انتقد البعض عدم توجيه الدعوة إلى مدافع نادي هانوفر 96 كريم حقي؟

--
عندما أحدد قائمة اللاعبين بالتشاور مع مساعدي لا ننظر أبدا إلى ما يطلبه
الشارع الرياضي ولا نتأثر بكلام محللين جالسين على الكراسي وبعض الأقلام
التي تكتب لغايات خاصة وإنما نعد قائمة تتماشى مع حاجيات المنتخب في تلك
المباراة والجميع في تونس طالب سابقا بإقصاء كريم حقي عن قائمة المنتخب
التونسي واعتبروه سببا رئيسيا في نكسات الكرة التونسية واليوم صار حقي
مطلبا وطنيا ينادي البعض بضرورة عودته؟؟؟ أنا أستغرب هذا التغير بنسبة 180
درجة وهذا ما ألحق الضرر بالكرة التونسية. إجابتي واضحة نحن لا نحتاج حقي
في مباراتنا القادمة والعناصر الموجودة في دفاع المنتخب التونسي قادرة على
إنجاز المهمة والمنتخب يبقى مفتوحا أمام حقي وغيره من اللاعبين

** هل بدأت تفكر في محطتك القادمة بعد المنتخب؟

--
صدقني إذا أخبرتك باني لا أفكر بتاتا في ذلك فما يهمني وما يشغل تفكيري في
كل وقت هو المنتخب التونسي وكيفية التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا القادمة
وما عدى ذلك فإنه يأتي لاحقا لقد وصلتني العديد من العروض ولكني كنت أعتذر
بلطف حتى عن مجرد مناقشتها لأني أعتقد بأنه من العيب أن يفكر مدرب في عرض
آخر وهو مرتبط بمهمة أخرى , أنا أعمل وكأني سأخلد في هذا المنصب لأني تربيت
على هذه المبادئ وحينما أغادر المنتخب سأشرع في التفكير في محطتي القادمة.

** الكرة التونسية عرفت خمسة رؤساء للإتحاد وخمسة مدربين للمنتخب في خمس سنوات ما هو رأيك؟

-- هذا
مؤلم حقا ولا يمكن للكرة التونسية أن تتقدم في ظل هذه التغييرات المتواصلة
,هذا من شأنه أن يكبل تطور الكرة التونسية ويعرقل مسيرتها وأخطر من ذلك أن
البعض ينظر للكرة وهو جالس على الكراسي في حين أثبت فشله عندما تواجد على
الملعب وبالتالي عليهم الصمت وهذا أضعف الإيمان حتى لا يزداد الأمر
تعكيرا.الكرة التونسية يا صديقي تعرف العديد من النقائص وفي كل المجالات
وحتى نتمكن من تلافيها علينا مواجهتها بكل شجاعة وأن نعمل معا على إيجاد
حلول ناجعة وقادرة على تطوير هذه اللعبة حتى لا نندم على الوقت الضائع
مجانا .